تُعرب لجنة دعم الصحفيين عن بالغ قلقها إزاء اعتقال السلطات الهولندية صباح يوم الجمعة 19 ايلول للإعلامي والناشط الفلسطيني مصطفى عياش فور وصوله إلى مطار شيفول – أمستردام، ونقله لاحقًا إلى سجن دايزن بلادنيخ 100 القريب من المطار، تمهيدًا لمحاكمته يوم الاثنين المقبل للنظر في تسليمه إلى النمسا أو إلى إسرائيل.
إن توقيف الإعلامي مصطفى عياش، المعروف بتغطيته المستمرة لمعاناة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وبدعمه العلني للحقوق الفلسطينية، يُشكّل انتهاكًا خطيرًا لحرية الصحافة والتعبير، ويثير المخاوف من توظيف الإجراءات القانونية الأوروبية للضغط على الصحفيين والناشطين الفلسطينيين بسبب آرائهم أو أعمالهم الإعلامية المشروعة.
وتؤكد اللجنة أن هذا الاعتقال يأتي رداً على آرائه ومواقفه المشروعة الداعمة للقضية الفلسطينية، وتغطيته الإعلامية لمعاناة شعبه، ولا سيما في قطاع غزة الذي فقد فيه 40 فرداً من عائلته، بينهم والداه وإخوته وأبناؤهم وأحفادهم، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير. بهذه الخطوة، تخالف هولندا التزاماتها الدولية في حماية حرية الرأي والتعبير والحق في عدم التسليم إلى دولة قد يتعرض فيها الشخص للاضطهاد أو الانتهاكات، كما تشارك بشكل غير مقبول في استهداف واضح للصحفيين الفلسطينيين والناشطين المدنيين لمجرد توثيقهم ومعارضتهم لانتهاكات الاحتلال.
وتشدد اللجنة على أن حماية الصحفيين وضمان عدم تعرّضهم للتسليم إلى دول قد تُعرّض سلامتهم للخطر هو التزام قانوني على الدول الأوروبية بموجب الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، ولا سيما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب.
وبناءً عليه، تدعو اللجنة السلطات الهولندية إلى الإفراج الفوري عن الإعلامي مصطفى عياش وضمان عدم تسليمه إلى أي جهة قد تعرضه لانتهاكات أو محاكمة غير عادلة.
ختاماً، تؤكد اللجنة على إن استمرار ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين في أوروبا يشكّل سابقة خطيرة تهدد العمل الصحفي الحرّ والمستقل، ويقوّض القيم التي تقوم عليها الديمقراطيات الأوروبية.
لجنة دعم الصحفيين
22  ايلول 2025