تقرير عن المشاكل والعقبات التي تعاني منها الصحفيات العراقيات  

2022-11-25 01:16

معرض الصور العراق

تابعت لجنة دعم الصحفيين أوضاع الصحفيات في العراق وسلطت الضوء على المشاكل والعقبات التي تتعرض لها كل منهن خلال مزاولتهن عملهن الصحفي. وأجرت اللجنة استطلاعًا للرأي على عينة من 9 صحفيات عراقيات من محافظات مختلفة، وطُرح عليهن عدة أسئلة حول أبرز الانتهاكات التي يتعرضن لها كصحفيات عراقيات خلال مزاولتهن عملهن الصحفي. وقد تبين عدة انتهاكات أبرزها عدم المساواة في الرواتب مع الصحافيين الذكور، العنف اللفظي والجسدي، التحرش الجنسي، والتهميش والاقصاء، والتمييز ضد الصحفيات المحجبات.

وقد فضلت الصحفيات عدم الكشف عن اسمائهن لاسباب مجتمعية  وأسباب أمنية تتعلق بالسلامة الشخصية. نعرض لكم أجوبة الصحفيات اللواتي تم اختيارهن لاستطلاع الرأي:  

1- اعلامية من بغداد

" المتابع للشأن العراقي بامكانه تشخيص المشاكل والمعوقات التي تحول دون ممارسة المرأة الاعلامية دورها في هذا المجال ، شأنه بذلك شأن باقي الاختصاصات ، فكما هو معلوم لدى الجميع ان اصحاب القرار في أي مؤسسة كانت ليس لديهم جدية في تولي المرأة منصباً مهماً في مؤسستها التي تعمل فيها، وهذه النظرة الدونية لم يغيرها الزمن ، ولا التطور العلمي والتكنولوجي في العالم، نحن ندعي مواكبة هذا التقدم باقلامنا ومنشوراتنا، لكنه لا يطبق على ارض الواقع.

عانيت خلال عملي الصحفي من سياسة التهميش والاقصاء في العمل ، كان مدير المؤسسة يرفض اقتراحاتي لتطوير القسم الخاص بي، واعتراضاتي على بعض السلبيات التي تؤثر بصورة مباشرة على عملنا، وهذا الاعتراض والرفض سببه نظرة المجتمع بالانتقاص من المرأة وعملها .

كما ان المرأة الاعلامية تواجه الظلم في تخصيص راتب يتناسب مع  الجهد الذي تبذله، مستغلين بذلك عدم قدرتها في الدفاع عن حقوقها خوفاً من الانتقاد ، هذه بعض السلبيات التي شخصتها وعذراً للاطالة."

2- صحفية من السليمانية:

" انا اعمل منذ عشر سنوات في مجال الاعلام والصحافة، وقد رأيت ولاحظت الفروقات في رواتب الصحفيات في المؤسسات الاعلامية ان كانت حزبية او غير حزبية، وهناك حالات كثيرة من العنف والتحرش ضد الصحفيات في المؤسسات الاعلامية ومن بينهم نواب ومن هم بدرجة اعلى كانوا يتحرشون بي عن طريق المكالمات الهاتفية والشخصيات الحزبية ايضا يحاولون استغلال الصحفيات."

3-  صحفية من السليمانية:

" هذه المشاكل والمعوقات التي ساتحدث عنها هي مشاكل اغلب النساء الصحفيات. احدى هذه المشاكل التحرش، وكان هناك صحفي مصور معروف جدا في كردستان وحاول التحرش بي مرارا بل وتحرش بالعديد من الصحفيات الاخرى وكان يصورهن باسم العمل الصحفي والاعلامي. عملنا في موقع اخباري على ان نبقى ثلاثة اشهر تحت التجربة الا اننا استمرينا في العمل لمدة سنة واحدة دون منحنا اية مبالغ مالية.احدى صديقاتي تركت العمل الاعلامي من كثرة التحرشات بها.

وهناك العديد من المشاكل والمعوقات الاخرى التي تعترض النساء الصحفيات."

4- صحفية في قضاء كلار التابع الى محافظة السليمانية:

" قدمت سيرتي الذاتية لعدد من وسائل الاعلام تجاوبًا مع طلباتها بحاجتها الى الاعلاميات لتقديم البرامج وكنت اثق بنفسي كثيرا لخبرتي الكبيرة في الاعلام وبعد ذلك ذهبت للمقابلة والاختبار الى اربيل لقناة خيزان "العائلة" وذهبت مع صديقتين لي وعندما قابلني المدير اصبح متوترا جدا وقال لي بعد ان حدد بنفسه لي وقت المقابلة: لا استطيع مقابلتك الان.

وعندما خرجت من القناة راسلني على الفايبر وقال لي: لماذا لم تأت بوحدك واتيتني مع صديقاتك انا افرغت القناة من الموظفين على امل مقابلتك من اجل توفير اجواء رومانسية جميلة لي ولك من اجل تلبية رغباتنا وساخصص لك راتبًا جيدا.

ومرة اخرى ايضا، شركة في كلار كانت بحاجة الى سكرتيرة وبعد نجاحي في المقابلة حددوا لي يوم المباشرة بعملي معهم الا انهم اتصلوا بي هاتفيا وقالوا لي ان احد الاحزاب فرضوا علينا سكرتيرة اخرى ونحن لاحول ولاقوة لنا بذلك. كما تحرش بي احد مدراء احدى المحظات التلفزيونية في كلار وطلب ممارسة السكس معي مقابل تعييني ومنحي راتبا مضاعفا. وقد تعرضت الى العديد من التحرشات والمشاكل وعدم الانصاف اضافة الى التي ذكرتها."

5-  صحفية كردية من دهوك:

" العنف والتحرش والمشاكل الاخرى ضد النساء الصحفيات لاتعدى ولاتحصى، الله اعلم بها فقط.هناك مشاكل جمة تواجه الصحفيات الا اننا يجب علينا عدم كشفها وعدم الحديث عنها لان مجتمعنا ظالم جدا وحتى وان كنا على حق فهو يعيرنا ويوجه الاتهام الينا لذلك وخوفا من المجتمع لانستطيع الحديث عن تلك المشاكل التي تواجه الصحفيات.

منذ سنين عدة اعمل في مجال الاعلام وهناك العديد من صديقاتي تعرضن الى المشاكل والتحرشات الا انهن لايستطعن الكشف عنها خوفا على سمعتهن. هذه المشاكل بحاجة الى العديد من التقارير، ولكن هل هذه التقارير تحل تلك المشاكل؟ انا اوجه هذا السؤال اليك واجاوبه بنفسي، كلا."

6-  صحفية من بغداد

" مقايضة العمل بالجسد.. التحرش والاستغلال يلاحق الصحفيات

إنها مشكلة كبيرة على كافة المستويات والأصعدة، انتشرت في البلاد انتشار النار في الهشيم، لا فرق بين المدن الكبيرة والأرياف، لا فرق بين كبيرة وصغيرة ولا بين محجبة وسافرة، فالمرأة في مجال الاعلام تتعرض في اغلب الاحيان للتحرش والاستغلال. صديقة لي تحدثت عن شخص يدعي بأنهُ رجل اعمال ولدية مشروع بفتح قناة فضائية يستقطب فيها النساء فقط، عرض عليها العمل عندما يفتح المكاتب هنا في بغداد والى ان يتم الافتتاح طلب منهن ارسال باسورد ماستر كارد لحتى يتم ارسال الاموال لحين افتتاح القناة، فهذا الاستغلال دائماً ما تتعرض له العاملة في مجال الاعلام .

إننا بحاجة ماسة لمراجعة المنظومة القيمية والأخلاقية للمجتمع، التي باتت في مستوى سيئ لا يمكن معها أن يكون هناك مجتمع سليم، يجب التركيز من جديد على دور الأسرة في التربية وضرورة مراقبة أبنائها وبناتها.

كذلك نحن بحاجة إلى إعلام من نوع آخر، إعلام يقدر التعاليم الدينية ولا يسخر منها، إعلام يحترم العادات والتقاليد والقيم والأخلاق ويدعو للتمسك بها والحفاظ عليها، إعلام يبني ولا يهدم، فالإعلام مكون أساسي لثقافات الأمم والشعوب، وفي بلداننا العربية هو المكون الأساسي، وفي كثير من الأحيان هو المكون الوحيد لثقافته وقيمه."

7- صحفية من كربلاء:

" لكل مهنة متاعب أما العمل في المجال الإعلامي الذي بات يسمى مهنة المتاعب، بعدما كان الإعلام علم وتعليم وتعلم، باتت المؤسسات بالأغلب تديرها قواعد لاتخضع لفحص سلامة المهنة ادارتها المسيسة أو جبروت الإدارة وماتتعرض لهُ المهنيات حقاً لاتعد ولاتحصى تتنقل من مكان لآخر صرنا نرى المساومة أننا لسنا بهذا الرخص أن نساوم جسدياً على مانقدم من عمل نتفاضى اجورنا منهُ أن نعطي أشياء اضافية، فور ما نرفض نتعرض للهجمات الخفيفة من الحاجز المهني انتهاءً بالحاجز النفسي نضطر لترك المؤسسة، يرجح السبب الأول لمنح البعض من غير المهنيات هذه الإضافات الغير لائقة اخلاقياً كنت اشاهدها في قناة التي اعمل فيها ولانني رفضت التلوث تم معادتي وطلب استقالة فوراً"

8- صحفية من بغداد:

" هناك غبن واضح وكبير بحق الصحفيات والاعلاميات داخل المؤسسات الاعلامية لاسيما منهن المحجبات عدم استقبالهن والتعاون معهن داخل المؤوسسات الاعلامية او الدوائر الرسمية واذا يتم التعامل فسيكون جزئي وغير لائق بها كامرأة عراقية محترمة اما ناحية الرواتب فلا يوجد انصاف فبالتالي المحجبة يكون راتبها شيء والغير محجبة شيء اخر دعنا نتحدث عن ظاهرة التحرش فهنا يجب ان تتوقف هذه الظاهرة وعدم الاساءة للمراة باكثر من هذا الحد وانا اتحمل مسؤولية ما اقول هناك ظلم وغبن كبير للمرأة العراقية صح البعض يراها بانها قوية ومسيطرة ع الوضع لكن بالحقيقة فتجدها اذا كانت متزوجة تعنف وتهان وحتى الغير متزوجة لن تسلم من عفونية المجتمع الذي بدأ بالانزلاق الاخلاقي

لهذا نقول نعم هناك ظلم وتعنيف وتنمر على المرأة بشكل كبير .نطالب بانصاف المرأة واخراجها من الواقع المرير في العراق."

9-  صحفية من السليمانية:

"مشاكل كثيرة تعترض النساء الصحفيات تبدأ من الفروقات بالرواتب والى التحرشات. وقد واجهت شخصيا مشاكل كثيرة في المؤسسات الاعلامية وقد انتهكت حقوقي المادية لمرات عديدة، ونواجه ايضا العنف والمضايقة من قبل الاشخاص الموجودين معنا في المؤسسات او حتى خارج المؤسسات.

أغلب المؤسسات الاعلامية تنظر الى الصحفيات مثل بضاعة، كما تمت اهانتنا لعشرات المرات من قبل المواطنين والاجهزة الامنية ايضا، والاستيلاء على معداتنا، وانا شخصيا رفعت دعوى قضائية ضد احد 

المتحرشين بي الا انه بلا جدوى حتى المحكمة لم تنصفني... مع الاسف اوضاع الصحفيات في كردستان تزداد سوءا يوما بعد يوم."

من الواضح أن الصحفيات في العالم العربي بشكل عام وخصوصا في العراق يتعرضن لانتهاكات عديدة عدا عن كونهن في المجال الصحفي بل يتفاقم ذلك بكونهن اناث يواجهن تحديات وعقبات مختلفة أثناء تأديتهن لعملهن الصحفي.

وبناء عليه، فان لجنة دعم الصحفيين تناشد نقابة الصحفيين في العراق والجمعيات الحقوقية والمنظمات الدولية وكل جهة معنية بالدفاع عن حقوق المرأة بالتحرك الفوري وسن قوانين تحمي المرأة الصحفية في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة.  إضافة الى محاسبة وتجريم أي فرد قد يمس بحقوق المرأة الصحفية.