بين العامين 2021 و2022: الانتهاكات الاسرائيلية للحق في حرية العمل الصحفي في فلسطين الى ارتفاع والمجتمع الدولي مطالب بانهاء الافلات من العقاب والتهرب من المسؤولية من قبل الاحتلال

2022-05-13 12:02

التقارير فلسطين

For English, click here 

For PdF version of report published on the UN site, click here

وثق مكتب الرصد في لجنة دعم الصحفيين (JSC) تصاعداً ملحوظاً لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الحريات الصحفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة للعام 2021، حيث سجل (832)  انتهاكاً من قبل الاحتلال، ارتفعت حدتها في  شهر أيار- مايو2021 خلال العدوان على قطاع غزة وخلال أحداث الضفة والقدس المحتلتين.

تراوحت الانتهاكات بين قتل صحفي، (507) حالات اعتداء على صحافيين تراوحت بين استهدافهم بإطلاق الرصاص الحي والمطاط، وقنابل الصوت والغاز السام، وضربهم ضربا مبرحاً وإطلاق الكلاب الشرسة تجاههم، عدا عن سحل ورش العشرات من الصحفيين بالمياه العادمة، لمنعهم من التغطية . كما تم تسجيل أكثر من ( 116) حالة اعتقال واحتجاز وحبس منزلي، وتم تمديد اعتقال أكثر من (52) حالة بطريقة غير مشروعة. إضافة إلى مئات حالات منع الغطية والتحريض، تم توثيق  (5) حالات منع  من السفر. كما قام الاحتلال بتدمير وتحطيم واغلاق أكثر من (62) مؤسسة إعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

هذا وتعرض المحتوى الرقمي للصحافيين والاعلاميين الفلسطينيين للاستهداف أيضاً، حيث رصدت اكثر من 220 حالة انتهاك موثقة لصفحات اعلاميين، بين حجب مؤقت، حجب كامل، أو حذف وحظر تام، بحجة "مكافحة خطاب الكراهية ومخالفة قواعد المجتمع"، خصوصاً عبر فيسبوك وانستغرام، بينما أفادت تقارير "حملة" عن تضاعف المحتوى التحريضي باللغة العبرية ضد العرب والفلسطينيين/ات إلى 15 ضعفًا، دون أي اجراءات ملموسة في الفترة عينها. 

كذلك كشف تقرير للجنة دعم الصحفيين في شهر أيار-مايو 2021 عن تورط برامج التجسس الإسرائيلية، وأشهرها بيغاسوس المطور من قبل مجموعة NSO  الإسرائيلية، في تهديد حياة وخصوصية عشرات الصحافيين (الموثقين بالأسماء والتفاصيل) في العديد من دول العالم العربي، وخصوصاً عبر بيعها لأنظمة ذات تاريخ حافل بانتهاك حقوق الإنسان. كما صدر "مشروع بيغاسوس" في تموز-يوليو الذي كشف تورط البرمجية الخبيثة في انتهاك خصوصية مئات الشخصيات البارزة حول العالم وتهديد حياتها عبر تسهيل ملاحقتها ومتابعتها. وفي المقابل، وثقت دراسة للجنة دعم الصحفيين الرقابة العسكرية الصارمة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على وسائل الاعلام الاسرائيلية.

ومع جريمة اغتيال مراسلة الجزيرة الفضائية الصحافية شيرين ابو عاقلة فجر الحادي عشر من أيار-مايو 2022 أثناء تغطيتها لاقتحام القوات الاسرائيلية لمخيم جنين، رغم ارتدائها السترة الممهورة بوضوح بشعار PRESS مع معدات السلامة الشخصية (منها الخوذة الواقية وغيرها...)، يثبت الإحتلال استمرار سياسته في انتهاك الحق في حماية حرية الصحافة والحق في الوصول الى المعلومات من مصادرها ومتابعة الأحداث واصراره على التهرب من تحمل المسؤولية والافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.

فمع ارتفاع عدد ضحايا الاسرة الصحفية منذ عام 2000 الى أكثر من 48 ضحية، كانت قد أصدرت لجنة دعم الصحفيين (JSC) ، وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار-مايو 2022، تقريرها عن انتهاكات الحق في حرية العمل الصحفي في فلسطين خلال الربع الأول من العام 2022، حيث تم توثيق اكثر من 220 انتهاكاً للحريات الصحافية. كما ضجت الاوساط الصحفية بالحملات التي تعرض لها صحافيون عرب، فلسطينيون ولبنانيون خصوصاً، وأدت لفصلهم أو وقف التعامل معهم أو دفعتهم للاستقالة في قضية DW الألمانية وفي قضية مناصرة حملات إطلاق سراح الأسرى في كندا وغيرها. وارتفع عدد الصحافيين المستهدفين بالاعتداء المباشر إلى أكثر من 66 صحافياً تنوعت إصاباتهم بالرصاص الحي والمطاط وقنابل الغاز السام منذ بداية العام 2022.

وفي التفاصيل، فقد زادت وتيرة الانتهاكات خلال شهر  شباط- فبراير 2022، جراء تكثيف الاحتلال اعتداءاته ومنع الصحافيين من تغطية هدم جرافات الاحتلال منازل المقدسيين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وكذلك  ضربهم وركلهم  وسحلهم واستخدامهم كدروع بشرية، والمنع من تغطية المسيرات والفعاليات بالضفة المحتلة واستخدام الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام لمنع الصحفيين من التغطية والتواجد في الحدث، عدا عن تكثيف اعتقالاته  للصحفيين وإصدار احكام تمديد اعتقال للأسرى الصحفيين.

وفي إطار محاربة المحتوى الفلسطيني وخاصة المناهض للاحتلال وسياساته، فإن العديد من الصحفيين تعرضوا لانتهاكات من قبل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي والتي بلغت منذ بداية العام الحالي أكثر من ( 60) انتهاكاً لموقع إعلامية وحسابات الصحفيين تنوعت بين حذف وحظر وتقييد المنشورات والصفحات. وفي إطار حجب التغطية ومنع إيصال الصوت الفلسطيني ارتفع عدد الصحفيين في سجون الاحتلال إلى ( 19)صحفياً دون توجيه أي تهمة واضحة بحقهم،  وغالبيتهم يُتهم بالتحريض ونشر منشورات على صفحات التواصل الاجتماعي، وهذا ما يؤكد أن الاستهداف والاعتقال هو على خلفية كبت الحريات الصحفية كان آخرهما اعتقال الصحفيين أيمن قواريق، وعبد السلام الجمل والذي مدد الاحتلال توقيفهما واستمرار التحقيق معهما دون تهم تذكر.

إن لجنة دعم الصحفيين اذ تجدد استنكارها لاستهداف الصحفيين ووسائل الاعلام ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الانساني الذي يصنفهم أعياناً مدنية ويجرم الاعتداء عليهم ولمبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، اتفاقيات جنيف الرابعة والبروتوكولات الملحقة، إضافة إلى القانون الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، القرار الأممي 2222 وغيرها من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، تجدد مطالبتها للمنظمات الدولية والحقوقية، وفي مقدمها اليونيسكو والاتحاد الدولي للصحفيين، لضرورة التحرك الفوري والعاجل للضغط على سلطات الإحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها لحقوق الصحفيين والاعلاميين في فلسطين ولتأمين الحماية اللازمة للصحفيين ومقار وسائل الإعلام، حيث  تهدف هذه الإعتداءات لفرض التعتيم الإعلامي وحرمان الأفراد من حق الوصول إلى المعلومات من مصادرها ومتابعة الأحداث.

كما وتطالب اللجنة الجهات المعنية، وخصوصاً المحكمة الجنائية الدولية واليونيسكو، بتحقيقات سريعة وشفافة في الجرائم والاعتداءات المرتكبة بحق الصحفيين عملاً بمبدأ إنهاء حالات الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين.

لجنة دعم الصحفيين-سويسرا 

الجمعة 13 ايار-مايو 2022