2022-03-08 11:52
تحتل كثير من البلدان حول العالم باليوم الدولي للمرأة. فهو يوم يُعترف به بإنجازات المرأة بدون النظر في أي تقسيمات أخرى من مثل القومية والإثنية واللغة والثقافة والبيئة الاقتصادية أو السياسية. وبرز هذا اليوم مع ظهور أنشطة الحركة العمالية في مطلع القرن العشرين في أمريكا الشمالية وبقاع القارة الأوربية.
ومنذ تلك السنوات المبكرة، كان لليوم الدولي للمرأة بعده العالمي الجديد للنساء في الدول النامية والمتطورة على السواء. وساعد نمو حركة اليوم الدولي للمرأة — التي عزز منها عقد أربعة مؤتمرات أممية في ما يخص بالمرأة وقضاياها — في جعل هذا الاحتفال فرصة لحشد الدعم لحقوق المرأة ودعم مشاركتها في المجالات السياسية والاقتصادية.
كان ميثاق الأمم المتحدة — الذي وُقع في 1945 — أول اتفاقية دولية تؤكد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة. ومذاك، ساعدت الأمم المتحدة في تأطير إرث تاريخي للخطط العامة والمعايير والبرامج والأهداف المتفق عليها دوليا لتحسين وضع المرأة في كل أنحاء العالم.
وعلى مر السنين، عززت الأمم المتحدة ووكالاتها الفنية مشاركة المرأة بوصفها شريك مساو للرجل في تحقيق التنمية المستدامة والسلام الأمن واحترام حقوق الإنسان احتراما كاملا. ويبقى تمكين المرأة في مركز القلب من جهود الأمم المتحدة لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل أنحاء العالم.
وندعوكم إلى التعرف بمزيد المعلومات عن تاريخ حقوق المرأة ومساهمات الأمم المتحدة في هذه القضية
خرج الاحتفال باليوم الدولي للمرأة، الذي اعتمدته الجمعية العامة مناسبة رسمية في عام 1977، من رحم الحركة العمالية في بداية القرن العشرين في شمال أمريكا وعلى امتداد أوروبا:
1909
الاحتفال باليوم القومي للمرأة في الولايات المتحدة في 28 شباط/فبراير. وعيّن الحزب الاشتراكي الأمريكي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس في نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل.
إلا أن أول مَعْلم تاريخي في الولايات المتحدة كان في عام 1848، حيث شاع سخط كبير بسبب منع النساء من التحدث في مؤتمر مناهض للعبودية، فجمعت الأمريكيتان إليزابيث كادي ستانتون ولوكريتيا موت مشئات من الأشخاص في أول مؤتمر عقدنه لحقوق المرأة في ولاية نيويورك، وطالبن بالحقوق المدنية و الاجتماعية و السياسية و الدينية للمرأة. وولدت الحركة النسوية من رحم تلك الفعالية.
1910
قرار الاجتماع الاشتراكي الدولي في كوبنهاغن اعتبار يوم المرأة يوما ذي طابع دولي، يراد منه تكريم الحركة الرامية إلى إتاحة الحقوق الإنسانية للنساء وبناء دعم لتحقيق حق النساء في الاقتراع. ولقي الاقتراح ترحابا كبيرا من المؤتمر الذي حضرته أكثر من 100 امرأة من 17 بلدان، بمن فيهم ثلاث نساء كن انتخبن في البرلمان الفنلندي. ومع ذلك لم يُعين يوم محدد لهذه المناسبة.
1911
كانت النتائج المترتبة على مبادرة كوبنهاغن هي الاحتفاء باليوم الدولي للمرأة في 19 آذار/مارس في النمسا والدانمرك وألمانيا وسويسرا، حيث شارك ما يزيد عن مليون رجل وامرأة في تلك الاحتفالات. وفضلا عن حقي التصويت وشغل المناصب العامة، طالبت تلك الاحتفالات بحق المرأة في العمل وحقها في التدريب المهني والقضاء على التمييز ضدها في ما يتصل بالوظائف.
1913
أصبح اليوم الدولي للمرأة آلية للتظاهر ضد الحرب العالمية الأولى. فجاء احتفال النساء الروسيات بأول يوم دولي للمرأة —في آخر يوم أحد من شهر شباط/فبراير —في إطار حركة السلام. انظمت نساء كثيرات في أوروبا في 8 آذار/مارس في السنة التالية لذلك إلى تظاهرات منددة بالحرب والتعبير عن التضامن مع الناشطين.
1915
وفي ذروة الحرب العالمية الأولى، اجتمع نساء كثيرات في لاهاي في 15 نيسان/أبريل، ووصل عدد المشاركات إلى 1300 امرأة من 12 بلدا.
1917
بسبب ظروف الحرب، خرجت النساء الروسيات في تظاهرة وأضربن تحت شعار "من أجل الخبر والسلام" في آخر يوم من شهر شباط/فبراير (وهو اليوم الذي وافق يوم 8 آذار/مارس في التقويم الميلادي). وبعد أربعة أيام، تنازل القيصر ومنح الحكومة المؤقتة النساء الحق في التصويت.
في عام 1975، في أثناء السنة الدولية للمرأة، عمدت الأمم المتحدة إلى الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 آذار/مارس. وفي عام 1995، ركز إعلان ومنهاج عمل بيجين — وهو خارطة طريق تاريخية وقعتها 189 حكومة — على 12 مجالا مهما، وقدم تصورا للعالم تحظى فيه المرأة والفتاة بحقها في ممارسة اختياراتها، من مثل المشاركة السياسية والحصول على التعليم وكسب مداخيل والعيش في مجتمع خال من العنف والتمييز. ومع حلول عا م2014، ركزت الدورة الـ58 للجنة وضع المرأة — وهي الاجتماع السنوي للدول للنظر في القضايا المهمة ذات الصلة بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة — على "التحديات والانجازات في تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية في ما يتصل بالمرأة والفتاة". وعرضت كيانات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المعتمدة للتقدم المحرز والتحديات المتبقية أمام تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وكان لتلك الأهداف شأنها في تحفيز الاهتمام والموارد للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
من الأيام التي تُعد مناسبات الرئيسية للحركة النسوية هي تاريخ 19 آذار/مارس والأحد الأخير من شهر شباط/فبراير وتاريخ 23 شباط/فبراير و15 نيسان/أبريل. فلماذا عُين يوم 8 آذار/مارس يوما دوليا للمرأة؟ الجواب ببساطة هو أن يوم 8 آذار/مارس كان حتى عام 1917 يتوافق مع تاريخ 23 شباط/فبراير في بقية أوروبا، ذلك أن روسيا لم تكن — قبل الثورة الروسية — قد اعتمدت بعدُ التقويم الغريغوري الذي قدمه البابا غريغوري الثالث عشر في عام 1582 للحد من أخطاء التقويم اليولياني الذي اعتمده الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر في عام 46 قبل الميلاد.