مستجدات مريبة في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي: دولة عربية تجسست على هاتف زوجته بواسطة برنامج بيغاسوس الإسرائيلي قبل مقتله

2021-12-23 08:36

البيانات التقارير السعودية

تجدد لجنة دعم الصحفيين ادانتها لتورط برامج التجسس الاسرائيلية، وفي مقدمها برنامج بيغاسوس (Pegasus) المطور من قبل شركة NSO Group  الإسرائيلية، في عمليات تجسس واختراق أجهزة مجموعة من الصحفيين والمدافعين عن الحريات العامة وحقوق الانسان، حيث أفضت هذه الأنشطة الاختراقية في كثير من الأحيان إلى الحاق الضرر المباشر أو غير المباشر بالمستهدفين. 

وفي آخر مستجدات قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا، أشار تقرير TheCitizenLab الذي نشرته واشنطن بوست الأميركية إلى تجسس الإمارات على هاتف زوجة خاشقجي قبل مقتله. وإزاء ذلك، تجدد اللجنة مطالبتها بتحقيقات عاجلة وشفافة ومواقف دولية حازمة من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان عموماً، وحقوق الصحفيين خصوصاً، للحد من إنتهاك هذه البرمجيات الخبيثة للحق في الخصوصية والحق في حرية الرأي والتعبير وحرية النشر، إضافة إلى الخطر المحتمل الذي قد تحمله هذه التقنيات على حياة الناشطين والمدافعين عن الحريات العامة في ظل أنظمة قمعية (التفاصيل في التقارير المرفقة). 

الإمارات تجسست على هاتف زوجة خاشقجي قبل مقتله-المدن

 

قامت السلطات الإماراتية بتثبيت برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" على هاتف حنان العتر، زوجة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، بعد استجوابها في مطار دبي قبل أشهر من مقتله وتقطيع جثته في تشرين الأول/أكتوبر 2018.


وتتحدى المعلومات الجديدة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" مزاعم شركة "إن إس أو" الإسرائيلية بأن العتر "لم تكن هدفاً" لأي من عملائها، علماً أن الكشف عن المعلومات هو جزء من تحقيق مستمر تنسقه منظمة الصحافة غير الربحية "Forbidden Stories" وتضم مجموعة من المؤسسات الإخبارية، في برنامج "بيغاسوس" للتجسس، الذي تم بيعه إلى الحكومات من الشركة الإسرائيلية وتم استخدامه لمراقبة صحافيين وسياسيين وناشطي حقوق الإنسان.

وقالت "إن إس أو" أنه ليس لديها دليل على استخدام برامج التجسس الخاصة بها لاستهداف العتر، لكن التحليل لهاتفها الذي أجراه بيل مارزاك، من مجموعة أبحاث الأمن السيبراني "سيتزن لاب" وجد دليلاً على أنه تم تحميل "بيغاسوس" يدوياً على هاتف العتر أثناء احتجازها من السلطات الإماراتية في نيسان/أبريل 2018.

والعتر هي مضيفة "طيران الإمارات" سابقاً، وسلمت هاتفيها الخلويين وجهاز كمبيوتر محمولاً وكلمات مرور تعمل بنظام "Android" عندما حاصرها رجال الأمن في مطار دبي. وقالت أنهم اقتادوها، معصوبة العينين ومقيدة اليدين، إلى زنزانة استجواب على أطراف المدينة. وهناك تم استجوابها طوال الليل وحتى الصباح، بشأن خاشقجي. وفي اليوم التالي، في الساعة 10:14 من صباح 22 نيسان/أبريل 2018، وبينما كانت أجهزتها في الحجز الرسمي، فتح أحدهم متصفح "كروم" على أحد أجهزة "أندرويد".

ونقر الشخص على عنوان أحد مواقع الويب على لوحة مفاتيح الهاتف، ليقوم بخطئين إملائيين، ثم ضغط "go"، وفقاً لبيان جديد للتحليل الذي قام به "سيتزن لاب". واستغرقت العملية 72 ثانية أرسل الموقع بعدها إلى الهاتف حزمة برامج تجسس قوية تعرف باسم "بيغاسوس". وخلال الأربعين ثانية التالية، أرسل الهاتف 27 تقرير حالة من متصفح الويب الخاص بها إلى خادم موقع الويب، لتحديث التقدم الذي كان يحرزه في تثبيت برنامج التجسس.

وأعادت السلطات الإماراتية إلى العتر أجهزتها بعد أيام عدة من إطلاق سراحها. علماً أن تحليلاً أولياً أجراه ماركزاك وجد أول مؤشر على أن وكالة حكومية إماراتية وضعت برنامج تجسس من الدرجة العسكرية "بيغاسوس" على هاتف استخدمه شخص ما في الدائرة المقربة لجمال خاشقجي في الأشهر التي سبقت مقتله.

وقال التقرير حينها أن تحميل "بيغاسوس" على هاتف العتر قد يعني سرقة محتوياته وتشغيل ميكروفونه. لكنه قال أن المشغل الإماراتي لم يقم بكتابة عنوان الموقع للمرة الثانية، وهو ما يُتوقع عادة في حالة فشل المحاولة الأولى.