لجنة دعم الصحفيين تعقد ندوة تحت عنوان "الضوابط العلمية للنشر الصحفي حول مختلف انواع لقاحات كورونا"

2021-02-04 08:48

الأنشطة

بدعوة من لجنة دعم الصحفيين في جينيف (JSC)، عقدت ندوة تحت عنوان "الضوابط العلمية للنشر الصحفي حول مختلف انواع لقاحات كورونا" تحدث فيها الاستاذ والباحث في العلوم الجرثومية في الجامعة اللبنانية  الدكتور قاسم حمزة و نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع في لبنان الاعلامية رندلى جبور عبر تطبيق "Zoom"، وبمشاركة مهتمين في الشأن الاعلامي والصحفي. 

في بداية اللقاء، قدم الدكتور قاسم حمزة شرحا وافيا عن ابرز التقنيات المستخدمة في تطوير اللقاحات المعتمدة حول العالم، مفندا الانتقادات التي واجهتها وموضحا بعض النقاط التي اثيرت حولها. كما اوضحت النقيبة جبور اهمية دور وسائل الاعلام في أزمة انتشار الوباء في نشر الوعي ومكافحة انتشار الاخبار المغلوطة واهمية ايلائهم الاولوية في تلقي اللقاح نظرا لتعرضهم للمخاطر بشكل دائم بحكم تغطياتهم الاعلامية في المراكز الطبية والصحية ومراكز القرار وبين المواطنين.

 
"الضوابط العلمية للنشر الصحفي حول لقاحات كورونا "

"الضوابط العلمية للنشر الصحفي حول لقاحات كورونا "

Posted by Journalist Support Committee - JSC on Wednesday, February 3, 2021


وفي تفاصيل اللقاء، اوضح دكتور حمزة، "في خضم المجهود العلمي المبذول على مستوى العالم رغم ما برز احيانا من فوضى في الدراسات، فان فيروس كورونا المستجد الذي ظهر اواخر 2019 واجتاح العالم بسرعة قياسية، وترافق انتشاره مع مجهود علمي غير مسبوق ايضاً. فقد تم نشر اكثر من 70 الف بحث علمي باللغة الانكليزية عن كورونا المستجد 2019، اما قبل ظهور الوباء فان عائلة فيروسات كورونا كانت تدرس ولكن بوتيرة اقل (بمعدل 900 دراسة سنوياً). ولكن هذا المجهود سلاح ذو حدين، للاسف ادى الى بعض الفوضى او التناقض بالنتائج. والسبب بذلك ان اغلب هذه الابحاث تصدر عن مؤسسات جديدة على عالم "كورونا" لم تدرسه سابقا، وحتى ان شركات جديدة طرأت على عالم اللقاحات حاليا وهذا ما خلق صعوبة بتحديد المعلومة الصحيحة ومصدر المعلومات الصحيحة. كما تسبب الامر بتشتيت جهود الباحثين العلميين والاخطر تضليل الراي العام. ولما عرض اللقاح في العالم، بعض الدول اجرت احصاءات ووجدت ان اكثر من 50% من الشعب لا تريد  تلقي اللقاح. "

ثم تابع، "بالنسبة للقاح، الهدف كان تطوير لقاح آمن وفعال. ولكن مع الطوارئ الصحية العالمية، اصبح الامان والسلامة اولوية اغلب الشركات، التي اعتبرت ان الفعالية ستدرس لاحقاً. وقد تمكن الباحثون مع بداية العام 2020 العلماء من البدء بتطوير لقاح مضاد، وهذه سابقة علمية ان يتم تحضير لقاح في غضون اسابيع ثم بدأت التجارب على البشر واستغرقت عاما من التجارب، بعد ان كنا نستغرق 4 او 5 سنوات. هم اعتمدوا على دراسات اجريت سابقا على مر 15-17 سنة على فيروس سارس (2002-2003) وMERS (2012) في شبه الجزيرة العربية. وهذا ما ساعد في تسريع انطلاق اللقاح، فبدل ان يتم المرور بمرحلة التجارب على الحيوانات ثم الانتقال الى الانسان، انتقل الباحثون الى مرحلة التجارب على الانسان معتبرين اننا بحالة طوارئ وتم تجربة فيروس شبيه". وتابع، "الان، هنالك حوالي 250 مشروع لقاح تتم دراستها حول العالم، اذا وصل 10% منهم الى المرحلة الثالثة بنتائج مشجعة، فهذا مطمئن. السرعة التاريخية الاستثنائية لتطوير اللقاح لافتة، مع حصول عدة لقاحات على موافقات استثنائية للاستخدام. واللافت ان الشركات التي ستطرح لقاحاتها بحكم قوانين الطوارئ لا يمكن ملاحقتها بالمعنى القانوني بحال بروز اي مشاكل لانها استحصلت على موافقة استثنائية طارئة حتى العام 2022 على الاقل، ما يعني ان اللقاحات التي طرحت في السوق ما زالت في المرحلة الثالثة، ولكن اعطي موافقة استثنائية طالما ان الشركات اكدت انها آمنة، كون الظروف الصحية طارئة واستثنائية ايضاً."
وفي ما خص الفوارق بين مختلف التقنيات المعتمدة، اوضح حمزة، "هذه اللقاحات تعتمد تقنيات مختلفة بتطويرها، منها تستخدم للمرة الاولى ومنها المجربة من قبل. والسبب وراء التركيز على التقنيات التي لم يتم استخدامها من قبل مثل فايزر ومودرنا انه، وبخلال 17 سنة مرت، اتم استخدام التقنيات المعروفة مع سارس ومرس ولكن النتائج لم تكن مشجعة ولم ينالوا تصريحا بالاستخدام وقتها، ربما لان الفيروس اختفى حينها ولم تعد الحاجة ملحة لتطويرها. لهذا ركزوا على التقنية الجديدة مع "كورونا" المستجد. فاعتمد كل من تحالف شركتي فايزر الاميركية وبيونتيك الالمانية وشركة مودرنا الاميركية على تقينة ما عرف بالـ"mRNA"، التي نالت الموافقة للمرة الاولى تاريخيا بعد سنوات من الابحاث. حيث اعتمدت شركة مودرنا منذ تاسيسها في ابحاثها على تقنية الـmRNA وعقدت امالها انها ستحدث ثورة في عالم العلاجات، منها السرطان وغيره، بدل الادوية. طوروا العديد من اللقاحات ولكنها بقيت دراسات ولم تجرب بشكل كامل... من ايجابيات هذه التقنية ان تصنيع اللقاح يكون سريعا، عبر نظام ألي عبر الكمبيوتر.  يتم ادخال تسلسل جزء الحمض النووي المستهدف، لتقوم الالة المنوطة بتصنيع الكميات المطلوبة منه. ثم يتم وضع هذه الـmRNA في الجزيئات الدهنية لتأمين الحماية له كونه غير مستقر وقابل للتكسير السريع، وهكذا تتم تأمين الحماية لقطع الـmRNA ووصولها الى داخل الخلية. واستخدام الجزيئات الدهنية ايضا تقنية حديثة. فالجزيئات الدهنية تستخدم في ابحاث لتغليف الادوية واستهداف الخلايا المطلوبة، خصوصا في دراسات السرطان. ولدى دخول الـmRNA الى الخلية، تبدأ عملية تصنيع البروتين Spike  الذي سيُكشف ويتعرف عليه جهاز المناعة الذي سيصنع دفاعاته ضد اجزاء محددة من هذا البروتين (Spike)، ليس كله كبروتين واحد. ولكننا ما زلنا لا نعرف الكثير عن سلبيات هذه التقنية كونها تجرب للمرة الاولى، ولذلك نصح الاشخاص الذين يعانون من حساسية ضد بعض مكونات هذا اللقاح ان لا يستخدموها".  واكد، "للاسف، برزت الاشاعات حول دخول الـmRNA بهدف للتسبب بخلل في الحمض النووي للانسان والعبث بالـGenome الخاص به، والحقيقة ان هذه القطع من الـmRNA لا تستطيع الدخول الى النواة، حيث يحتفظ بالحمض النووي (DNA)، كما يتم تكسيرها بسرعة.

"وكذلك هناك التقنية الثانية التي تنال الضجة العالمية الماثلة ايضا حاليا هي التقنية المعتمدة في اللقاح الروسي في معهد غامالي الروسي او التقنية المعتمدة في جامعة اكسفورد المتحالفة مع شركة استرازانيكا او  جونسون-اند-جونسون الاميركية. وقد اعتمدت على تقنية "لقاحات النواقل الفيروسية" بحيث يستخدم فيروس معدل ليفقد قدرته على العيش والتكاثر في جسم الانسان (غير مؤذ) يتم تحميله بجزء من الفيروس المستهدف في اللقاح على سطحه، في هذه الحالة Spike Protein على غلاف سطح Adenovirus. وفي جسم الانسان، يتعرف الجهاز المناعي على مناطق محددة من البروتين ويطور دفاعاته ضدها. والفرق ان اكسفورد اعتمد Adenovirus  موجود لدى الشمبانزي (لا الانسان) ويعتمد اللقاح على جرعتين. اما جونسون-اند-جونسون ، التي اعلنت منذ يومين عن نتائج لقاحاتها، اعتمدت على Adenovirus  من سلالة 26. في الطبيعة، كان يسبب رشحا بسيطا، تم تعديله كي يصبح امنا وغير ضار للانسان واعتبروا ان جرعة واحدة من لقاحهم تكفي وفائدته عالية. بينما في مجال اللقاح الروسي، فقد تمت الاستفادة من الخبرة الاكبر لدى الروس في مجال الـAdenovirus  بعد اكثر من 10 سنوات من التجارب في مجال اخر. فاستخدموا نوعين من الـAdenovirus: الاول يحمل Spike  على سطحه يتم حقنه في الجرعة الاولى من القاح ليتعرف عليه جهاز المناعة. ثم بعد 21 يوماً، يتم حقن الجرعة الثانية من اللقاح بالنوع الثاني من الـAdenovirus يحمل بروتين Spike نفسه، فيكون جهاز المناعة تعرف على البروتين محمولا على نوعين من الفيروس. وهذه التقنية استخدمت سابقا في محاولة لتطوير لقاح ضد فيروس الـMERS او Ebola  ولكن لم تنل تصريحات للاستخدام.

وعن التقنيات التقليدية، اشار، "كذلك هنالك اللقاح الصيني الذي تنتجه شركة الـSinopharm  معتمدة على التقنية التقليدية بالسماح للفيروس للتكاثر بكمية كبيرة. ثم تقتل هذه الفيروسات بطريقة تحرمه من القدرة للتكاثر او اذية الانسان، شرط المحافظة على شكله وسطحه. ثم يتم حقنه بكمية كبيرة في جسم الانسان ليتعرف الجهاز المناعي على الفيروس كله، وليس فقط على البروتين Spike  كما في التقنيات الانفة الذكر. ومن ايجابيات هذه التقنية، اذا تغير الSpike، سيظل الجهاز المناعي قادرا على التعرف على اجزاء اخرى من الفيروس. اما من سلبياتها، فانه لا بد من تطوير مختبر خاص لتكاثر كورونا المستجد، ما يبطئ تطوير هذا اللقاح".

ثم تابع، "وكذلك هنالك التقنية المعتمدة من قبل Novavax  التي اعتمدت على جزيئات دهنية تصنع لتصبح شبيهة بشكل الفيروس تتم اضافة البروتين Spike  الى سطحها ويحقن في لقاح ليتعرف الجهاز المناعي على البروتين Spike. هذا في مختصر التقنيات بين حوالي 250 لقاح يعمل عليها حالياً. وقد ركزت الشركات في تسويقها للقاحاتها على مبدأ الأمان: حيث ان الهدف هو ان اللقاح امن، وتتم دراسة الفعالية لاحقا من خلال التجارب وتحديد النسب. ومع الظرف الاستثنائي، اصبحت كل الامور استثنائية، ولكن ظل الامان هو العامل الاساسي للموافقة على طرح اللقاحات ولا يمكن التهاون به في ظل كل الظروف مهما بلغت حدتها. وعليه، بالاعتماد على النتائج التي قدمتها الشركت التي لا نستطيع رفضها من دون دليل على عدم صحتها".

بعدها، انتقل النقاش الى موضوع الطفرات والتحورات في الفيروس التي تبرز في العديد من دول العالم، حيث اوضح حمزة، "ازاء الفيروس الذي وجد ليبقى، فان "كورونا المستجد-2019" يدخل الى جسم المصاب ويتكاثر الى اعداد كبيرة قد تصل الى المليارات. ونظرا الى العدد الكبير جدا من المصابين حول العالم، فان قدرته على استنساخ نفسه ليست مثالية بل قد تحدث بعض التغيرات، ما يؤدي الى تغيرات في التسلسل الجينومي للفيروس، فتبرز الاف الطفرات الجديدة من الفيروس الغير مستقر من ناحية الحمض النووي. اما التركيز العالمي حاليا، فهو حول التغيرات في بروتين Spike الذي تستهدفه اللقاحات. وهذا البروتين للاسف ليس ثابتا بل قابلا للتعديل في الطفرات، ولكن من حسن الحظ ان هذه الطفرات لا تحدث جميعها في سلالة واحدة، والجهاز المناعي يبني دفاعاته ضد اكثر من منطقة من هذا البروتين. اما التخوف من السلالات الجديدة فهو التخوف من تعديلات في كل المناطق التي يستهدفها جهاز المناعة في Spike ما يستدعي لقاحات جديدة حينها. وما صدر عن دراسات في البرازيل وجنوب افريقيا امر بالغ الاهمية ويستحق التوقف عنده. فالمراجع العالمية تأخذ وقتا اطول لاصدار القرارات الرسمية. وقد تحدث رئيس المجلس العلمي الفرنسي لكورونا ان ما حصل في البرازيل قد يغير المعطيات العلمية وكاننا اصبحنا امام موجة ثانية من الوباء، وعندما تصرح جونسون-اند-جونسون وNovavax  ان لقاحاتنا فعالة  80%  على السلالات القديمة، و50% على السلالات الجديدة في جنوب افريقيا والبرازيل، ما يعني ان فعالية اللقاحات بدأت تضعف امام التحورات الجديدة. ويتم التركيز على هذه البلدين لانهما قامتا بالدراسات، ولربما لو بحثنا في دول اخرى لوجدنا تحورات اكثر. بالامس، حصل امر هام جدا ايضا. الشركة البريطانية GSK  تحالفت مع Curevac  الالمانية لتطوير نسخة مطورة معدلة من لقاح mRNA لمواجهة السلالات الجديدة. وهو امر لافت ليصبح تصنيع اللقاح موسمياً، وحتى فايزر-بيونتيك اعلنت انها قادرة على تطوير وتحديث لقاحاتها.

وحول قدرة هذه اللقاحات على المساهمة في عودة الحياة الطبيعية حول العالم، اكد حمزة ان الامر يعتمد بشكل اساسي على رقم التكاثر للفيروس (عدد الاشخاص الذين ينقل لهم المصاب الواحد العدوى)، وهو ما يشير الى "اننا بحاجة الى تلقيح 70-80% من البشر ليفتح العالم من جديد بشكل طبيعي. اضافة الى ذلك، لا بد ان يكون اللقاح فعالا على كل السلالات، وما هو ما نادرا ما يحصل. فمثلا، الذين اكتسبوا مناعة في لبنان ضد سلالة اولى قد يلتقطون العدوى من سلالة جديدة وتبدأ موجة جديدة من الوباء. للاسف، حتى الان لا نملك معطيات كافية عن كافة السلالات وسرعته بالتحور، كل ما هو امامنا الان ان نعتمد اللقاح ونتابع الابحاث... ولمن يقولون ان اللقاح قد يكون مؤذ، ولكن الفيروس مؤذ اكثر بالتاكيد... وبذلك، تجربة اللقاح لن تحمل الضرر البالغ اذا ما اخذت بالتنسيق مع الجهات الطبية، وبأخذ اللقاح نكون نقدم نتائج جديدة لتتم دراستها والبناء عليها لتطوير اللقاحات... ما يحدث هو حقل تجارب كبير على البشرية لا بد من التوصل الى نتائج كافية منها".
كما شدد حمزة على اهمية لجوء الدول الى اكثر من مصدر للقاحاتها، موردا ما تعانيه بعض الدول من قصور في كميات اللقاح المتوفرة، مثل فرنسا التي تطالب بالمزيد من الكميات من اللقاح، السويد تهدد الشركة المصنعة بعدم تسديد مستحقاتها وغيرها... ولان الشركات تعمل بقدرة قصوى لتستطيع تامين الكميات المطلوبات، لا بد من تنويع المصادر من اللقاحات شرط التنظيم والمتابعة من قبل مجالس وطنية مختصة. وتمنى على الجهات الاعلامية نقل الاخبار الصحيحة من مصادرها الموثوقة لتوعية الراي العام وتثقيفه وتحضيره لتقبل المستجدات المتسارعة في الحالات الوبائية.

وازاء انتشار الجائحة ومطالبة الاعلاميين باعتبارهم من "الصفوف الامامية" ومنحهم الاولوية في تلقي اللقاحات ايضا، اكدت نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع في لبنان الاعلامية رندلى جبور ان "الاعلاميون هم في الصف الاول في كل الاحداث التي تعصف في كل بلد: الحرب، السلم، الوباء، الاحداث الامنية، والازمات السياسية كما في مختلف الانشطة الثقافية، الاجتماعية، الحية، السياسية، الامنية وغيرها... هم يقومون بمهمة نقل الخبر والحدث مباشرة عن الطاقم الطبي والتمريضي والاجهزة المعنية باصدار القرارات في الوزارات واللجان المعنية بمتابعة تطور الحالات الوبائية، سواء بتغطية اللقاءات الدائمة، الانشطة، المؤتمرات، اضافة الى دخولهم الى المراكز الطبية والمستشفيات لنقل الصورة الحقيقية عن معاناة المرضى، توصيات الاطباء، حالة القدرات الاستيعابية، نقل رسالات ومعاناة المواطنين، ومنهم المرضى والمصابين.وانعكاسات تفشي الوباء على المواطنين، اقتصاديا واجتماعيا وامنيا ايضاً. وعلى هذا الاساس، نال الاعلاميون استثناءات من قرارات حظر التجول، ما جعلهم اكثر عرضة للخطر ولتعريض عائلاتهم ومحيطهم ايضاً. ولهذا تواصلنا مع وزارتي الصحة والاعلام اللتين البديتا مشكورتين استعدادا لتلبية النداء. وطلب منا اعداد لوائح باسماء كل المنتسبين للنقابة. كما تم التواصل مع المنتسبين ايضا لاعداد لائحة اخرى بالراغبين طوعا بتلقي اللقاح، وهذا ما نحتاج اليه لتبيان مدى رغبة الاعلاميين واندفاعهم لتلقي اللقاح طوعا، وما سيعكس بالطبع توجها لدى الراي العام بالميل نحو تلقي اللقاح او رفضه، خصوصا ان الاعلامي هو الذي سينقل الحقائق والتوجهات لمتابعيه، خصوصا اننا بحاجة، وفق ما افاد الخبراء، الى تلقيح حوالي 70-80% من عامة المواطنين لنستطيع بدء العودة الى الحياة الطبيعية.  كما يساعد ذلك على تجنب "مزاحمات" غير مشروعة من قبل البعض لنيل اولوية بتلقي اللقاح هم ليسوا اهلا لها".

وعن نتيجة هذه الاحصاءات، اسفت جبور للنسبة الضئيلة من الاعلاميين الراغبين طوعاً بتلقي اللقاح، واوضحت، "نسبة الاقبال ضئيلة جداً، اقل من 100 من حوالي 500 منتسب ابدوا رغبتهم الطوعية لتلقي اللقاح وكانوا متحمسين كثيراً. اما الباقون فرفضوا "التجربة" في المرحلة الاولى مع ورود تحذيرات من بعض ما اعتبروهم "اخصائيين" والتخوف من اخبار قد تكون غير دقيقة عن مخاطر اللقاح. وهنا يبرز الدور الاعلامي المسؤول لكشف الاخبار المغلوطة والمضللة في ظل الارباك والاراء المتضاربة حتى بين العلماء انفسهم احيانا".

كما وجهت نداء الى الجسم الطبي والعلمي ليكونوا رؤية واضحة مقنعة للمواطنين لينقلها الاعلام. واكدت رغبتها بتلقي اللقاح شخصيا، "سألجأ لطبيبي الخاص ليختار اللقاح الانسب لي، وكي نفسح بالمجال كاعلاميين لاصحاب الاختصاص ليقدموا المعلومات الدقيقة والصحيحة وان لا يدعي الاعلاميون خبرات لا يملكونها".

وازاء بعض الاداء الاعلامي، اشارت جبور الى ان النقابات الاعلامية في لبنان لا تمتلك صلاحيات للوم او محاسبة او منع بعض الجهات، بل دورها نشر التوعية بين العاملين لنقلها الى مؤسساتهم. الصلاحيات، حتى تلك التي لدى وزارة الاعلام، هي ذات طباع استشاري لتنظيم القطاع بالنحو الذي نطمح اليه.

وختمت مطالبة الاعلاميين بنقل الصورة الحقيقية والواقعية للأزمة الراهنة، شددت على اهمية بث الامل والتخفيف من حدة السوداوية في نقل "الاخبار" حفاظا على حق المتلقين ايضا ببعض الامل وحفاظا على معنوياتهم التي سيحتاجونها لمكافحة الوباء، "كي لا يقتلنا الخوف اكثر من كورونا نفسه احيانا".

ثم اجاب الضيفان على اسئلة واستفسارات المتابعين.