دراسة: أفريقيا بحاجة إلى تقنيات فريدة لمعالجة انتشار المعلومات المضللة

2022-05-09 12:24

التقارير

المضدر: اسلام عزيز-مسبار 

كشفت دراسة جديدة أنّ انتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة في أفريقيا، يعني أنّ القارة بحاجة إلى تقنيات فريدة لمعالجة هذه الظاهرة. 

وتشكل النقاشات التي تدور حول الأوضاع الراهنة في الأسواق وأماكن العبادة والحانات والأماكن الاجتماعية الأخرى، ومن خلال الأغاني والمواعظ والكتابة على الجدران، جزءًا رئيسيًا من النظام الإعلامي في أفريقيا. يعني هذا أنّ المعلومات المضللة تنتقل بسرعة إلى أماكن غير متصلة بالإنترنت أيضًا.

وتقول الدراسة التي نُشرت في مجلة African Affairs، إنّ وسائل الإعلام الاجتماعية والتقليدية تُستخدم جميعها لنشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة. وعادة ما يكون أولئك الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي قادرين على تقييم دقة المعلومات التي يقرؤونها بشكل مستقل، وإنّهم يُدركون تمامًا انتشار المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل عام أكثر تشكّكًا في محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشفت الدراسة أنّ أولئك الذين يسمعون عن المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مباشر، أو عبر الراديو هم أقل عرضة للاستجواب، مما يجعلهم أكثر عرضة للخطر. وعادة ما يسمعون عن هذه المعلومات من الأشخاص الذين يثقون بهم، ومن خلال التسلسل الهرمي الاجتماعي.

وأجرت الدراسة الدكتورة إيلينا جادجانوفا من جامعة إكستر، والبروفيسور غابرييل لينش من جامعة وارويك، والدكتور قذافي سايبو من كلية بايرويت الدولية للدراسات الأفريقية. 

وقالت الدكتورة جادجانوفا "إنّ المساحات الإعلامية المترابطة في أفريقيا والتفاوتات الرقمية المتعددة والمتقاطعة، لها آثار كبيرة على أنماط تعرض المواطنين واستجابتهم للمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأضافت "الفضاء الإعلامي المترابط يعني أنّ المعلومات المضللة التي تنشأ على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقل عبر قنوات متعددة في وقت واحد، مما يزيد من انتشارها بشكل كبير. ويجب أن تأخذ جهود مكافحة المعلومات المضللة هذا في الاعتبار".

وأكدت جادجانوفا على ضرورة أن يكون هناك حاجة لتسخير قنوات معلومات متعددة لكشف المعلومات الكاذبة، كوسائل الإعلام المحلية والوطنية، والمساحات المشتركة لنشر المعلومات مثل الأسواق والأفراد ذوي المكانة العالية الذين يتمتعون بمستويات عالية من الثقة محليًا.

وقالت الدراسة إنّه من غير المرجح أن تكون حملات محو الأمية على وسائل التواصل الاجتماعي فعالة، ما لم يكن لها تأثير في المجتمع الأوسع. بالإضافة إلى أنه يجب على الحكومات والمجتمع المدني السعي إلى تشجيع الناس على التحقق من الأخبار على المستوى الفردي، مما سيمكّن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي غير المباشرين من ممارسة مزيد من الفاعلية في الاستجابة للمعلومات المضللة المشتبه بها.

في أفريقيا، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة  جزءًا من الحياة اليومية. وتصف الدراسة الفجوة الاجتماعية بين المتعلمين والميسورين، وبين أولئك الذين لديهم مهارات منخفضة في القراءة والكتابة. وبين المواطنين الذين لديهم وصول غير محدود وأولئك الذين لديهم فرص محدودة للتصفح عبر الإنترنت، والذين هم خارج الإنترنت، ولكن لديهم إمكانية الوصول إلى الصحف والتلفزيون والشبكات الاجتماعية المستنيرة، وأولئك غير المتصلين، ولكن لديهم وصول محدود إلى الوسائط التقليدية، وإلى أصدقائهم وعائلاتهم.

ويقول بحث جديد تم إجراؤه في غانا إنّ الجهود التي تهدف إلى مكافحة انتشار المعلومات المضللة تحتاج إلى تجاوز المفهوم الغربي لما يشكّل "وسائل الإعلام"، وأخذ الأساليب المحلية المختلفة بعين الاعتبار للتحقق من الأخبار.

 

المصادر:

Exeter

phys.org