دور الإعلام الفلسطيني في مواجهة لقاءات التطبيع العربية مع الاحتلال

2019-08-06 04:01

الأنشطة

دور الإعلام الفلسطيني في مواجهة لقاءات التطبيع العربية مع الاحتلال

جانب من كلمة رئيس لجنة دعم الصحفيين الأستاذ صالح المصري خلال مشاركته في ندوة: دور الإعلام الفلسطيني في مواجهة لقاءات التطبيع العربية مع الاحتلال.

عند الحديث عن التطبيع العربي يجب ان نفرق بين الموقف الرسمي العربي الذي بات يهرول بشكل محموم ومتسارع وعلني نحو التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي وبين الموقف الشعبي الرافض للاحتلال والتطبيع.

الزيارات التطبيعية التي تقوم بها بعض الوفود العربية سواء الاعلامية أو الثقافية أو الرياضية أو حتى السياسية تتطلب وضع استراتيجية وطنية ثابتة لمحاربتها لا تقوم على ردات الفعل.

الاعلام الفلسطيني يجب ان يكون له دور رئيسي ومركزي في مواجهة كل لقاءات التطبيع من خلال خطة ورؤية استراتيجية يشارك في الاعلام الرسمي والحزبي وكل النقابات ذات الشأن.

هنا دعونا نسجل التحية لموقف اتحاد الصحفيين العرب الذي اكد رفضه أكثر من مرة لكل لقاءات التطبيع مع الاحتلال هذا الموقف يجب ان يبنى عليه وفق رؤية فلسطينية عربية بمشاركة كل الاحرار والغيورين لمحاربة التطبيع بكافة أشكاله.

واضح أن الاحتلال يستغل التطبيع العربي للتغطية على جرائمه ففي الوقت الذي كانت تقوم فيه الجرافات الإسرائيلي بتدمير مئات الشقق والمباني الشعب الفلسطيني والسكان المقدسيين وتهجيرهم من أرضهم وبيوتهم كان الوفد الإعلامي العربي من السعودية والعراق يقوم بزيارة للاحتلال الاسرائيلي بدعوة من وزارة خارجية الاحتلال ويجتمع على بعد امتار من عملية التدمير والهدم الواسعة التي طالت نحو 100 منزل فلسطيني في مدينة القدس المحتلة ... وللأسف الشديد الاعلام الفلسطيني والعربي انشغل في هذه الزيارة ونسي القضية الأكبر التي واكبت هذه الزيارة بتهجير نحو 500 مقدسي جراء عملية الهدم التي جرت في القدس.

أعتقد أن محاربة جريمة التطبيع تتطلب وضع إجراءات عملية ويتم تبنيها بشكل عملي على أرض الوقع لذلك مطلوب اليوم تشكيل جسم فلسطيني عربي لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي أدت إلى تراجع القضية الفلسطينية عن كونها القضية الأولى للعرب والمسلمين.

أنا اوجه ندائي لنقابة الصحفيين والمؤسسات الاعلامية الفلسطينية والإعلاميين العرب بضرورة التحرك وتشكيل جسم موسع لمحاربة التطبيع الذي تكتوي منه كل العواصم العربية.

أن اعتقد ان هناك جملة من الحلول التي من شانها تطويق هذه الظاهرة وعدم تغلغلها في المجتمعات نذكر منها:

  • التعهد بعدم ظهور أي صحفي او كاتب عربي أو محلل على أي من المنصات التابعة للاحتلال، ولو حتى لمهاجمتها أو تعرية وفضح زيفها.
  • التعهد بعدم استضافة أو دعوة أو التعامل بأي شكل من الأشكال مع أي ممثل رسمي أو شعبي للاحتلال الإسرائيلي على أي من المنصات المرئية، أو المسموعة، أو المكتوبة، أو الإلكترونية.
  • عدم تداول مقاطع ومواد ووصلات دعائية من إنتاج جهات رسمية للاحتلال، ولو بهدف استهجانها أو التنديد بها.
  • مقاطعة المطبعين مع الاحتلال وعدم التعامل معهم، وتغطية أخبار التطبيع والمطبعين سلبيا... وانا هنا اشيد بموقف نقابة الصحفيين العراقيين التي فصلت الصحفي الذي شارك في الوفد الاعلامي الذي زار الاحتلال مؤخراً.
  • السعي إلى تفنيد خطاب التطبيع وتفكيك حججه، والرد عليه بحجج رصينة ترتكز إلى الحقائق وتطوير خطاب علمي مُدّعَم بالحُجج والبراهين.
  • تشجيع وسائل الإعلام العالمية على مقاطعة ممثلي وإعلاميي الاحتلال، أسوة بحملات المقاطعة الأكاديمية والاقتصادية للاحتلال المنتشرة حول العالم... لاسيما قناة الجزيرة والعربية.
  • بذل كافة الجهود الممكنة في توعية الجمهور حول مخاطر التطبيع مع الاحتلال.
  • يجب ترسيخ خطاب المقاومة الرافض للخطاب الانهزامي التطبيعي وصياغة خطاب علمي، مستند على أسس شرعية وتاريخية وجغرافية وسياسية واجتماعية واضحة، ومخاطبة كل بيئة عربية أو إسلامية أو عالمية بخطاب مناسب لثقافة هذا المجتمع، وبالوسائل المناسبة لها.
  • مواجهة التطبيع باعتباره يُشكّلُ خطراً على الأمة، واختراقا لجدار الممناعة فيها.
  • الوقوف في وجه أي مقدّمات تطبيعية تهدف إلى تهيئة الأجواء للتطبيع، سواءً كانت زيارات أولية من القادة الثانويين، أو لقاءات عابرة مع ممثلي الاحتلال.
  • دعم التحركات المجتمعية والمبادرات الدولية في مواجهة التطبيع مثل التواصل مع BDS وكل النقابات الدولية والعربية الرافضة للتطبيع.
  • إبراز الكم الجماهيري المناهض للتطبيع، فالحملات التطبيعية المنسّقة تنطوي على محاولة منح انطباع مضلّل، بأنها تستند إلى جماهير عريضة داعمة لها، أو جماهير ليست لديه اعتراضات جدية عليها، في محاولة لكسب مشروعية الكمّ.
  • نبذ المطبعين وعزلهم مجتمعيا،ً بما يُشكّل رادعا لاتساع الحالة التطبيعية والتمادي بها .كما جرى مع الاعلامي السعودي الذي زار اسرائيل والمسجد الاقصى.
  • التأكيد على أنّ مواجهة التطبيع هي حماية للمجتمعات العربية والإسلامية.
  • تسليط الضوء على مواقف قادة الرأي والشخصيات العامة المناهضة للتطبيع  مثقفين وفنانين وكتاب ومعلقين وقيادات دينية ومشاهير ونجوم الرياضة وغيرهم.
  • العناية بالكفاءات الإعلامية المناهضة للتطبيع وشكرهم وتشجيعهم، واجتذابها لمجالات التفاعل المتعددة المناسبة لكل منها، وتمكينها بالتدريب.
  • تغذية المحتوى الإعلامي والشبكي بالمواد الرافضة للتطبيع، ضمن اتجاهات وأنساق مدروسة وموجّهة في اتجاهاتها قدر الإمكان.
  • توعية وتثقيف الجماهير بأخطار التطبيع، بشكل مستمر من خلال البرامج الدورية على كافة المستويات.
  • تنظيم الحملات الإعلامية المضادة لمساعي التطبيع للوقوف بوجه الحملات التي تباشرها مؤسسات إعلامية تطبيعية، وجيوش إلكترونية تطبيعية في الشبكات، تدفع بمضامين مكثفة عبر صفحات وهمية وحسابات مزيفة.
  • تحقيق حالة تضافر في الأداء بين عدد من الوسائل الإعلامية والوسائط والمنصّات والمؤسسات والفعاليات متعددة الأنواع، لتحقيق تأثيرات من مداخل متعددة بمغزى واحد، أو تناول مسألة ذات صلة بمقاومة التطبيع من زوايا متعددة إعلامية وثقافية ومجتمعية وتربوية وسياسية مثلاً.
  • إعداد لائحة سوداء بأسماء المطبعين وصفاتهم وأفعالهم التطبيعية، ويمكن إصدار تقرير شهري يتضمن جميع الممارسات التطبيعية خلال هذا الشهر.
  • مطالبة الجهات الرسمية والقانونية والنقابات الصحفية، بإصدار تعليمات وقوانين تمنع التعامل مع شخصيات الاحتلال، علاوة على مواثيق الشرف ذات الصلة.
  • التأكيد على المستوى الرسمي الفلسطيني بالالتزام بنداء المقاطعة الذي تم التوقيع عليه العام 2005، وعدم تطبيق قرارات المجلس المركزي القاضية بوقف التنسيق الأمني واللقاءات التطبيعية المتكررة مع الإسرائيليين، ووقف العمل ببروتوكولات باريس الاقتصادية التي تفرض التبعية الاقتصادية لإسرائيل... ماذا يعني حضور شخصيات فلسطينية مؤتمر "هرتسيليا".
  • مقاطعة صفحة المنسق وما تعرف باسم الناطق أو المتحدث باسم جيش الاحتلال والصفحات الالكترونية المشابهة التي تبث السموم للفلسطينيين والعرب.
  • إقامة ندوات في الجامعات العربية حول مخاطر التطبيع، رافضين كل مظاهر الترويج للتطبيع من قبل شخصيات عربية، وتوحيد الجهود العربية الرافضة للتطبيع خاصة في دول المغرب العربي.

لجنة دعم الصحفيين - فلسطين
29 يوليو / تموز 2019